جمعتنى الأقدار بصديق لم اقابله منذ سنوات
وبعد التحيات والسلامات وخد وهات قلت له :-
هل فتحت مكتب للمحاماه ام ما زلت تعمل بمكتب الأستاذ ..... فلان الفلانى المحامى الكبير
فقال لى ما زلت اعمل عند الأستاذ ....
.لأن مرتبى وعلاقاتى والبزنس عند الأستاذ .... أفضل مليون مره من أن افتح مكتب خاص بى
المهم أخذ يحكى لى بعض تجاربه وبعض ما شاهده فى مكتب الأستاذ ........
وأعجب ما ذكر لى من قصص
قصه ضابط أمن دولة كبير والذى تربطه علاقة صداقة بصاحب المكتب الأستاذ ....... المحامى الكبير
قال لى صديقى :-
أن هذا الضابط جلس معهم ذات يوم وأخذ يتحدث عما يحدث فى البلد وكان اخطر ما قال أو اعترف به
هو قوله إن ما نقوم به مع الشعب المصرى عمل حقير

وعندما تعجب الأستاذ ...... المحامى الكبير
وسأله لماذا تقول هذا الكلام رد هذا الضابط وقال :-
عندما التحقت بهذا العمل وهذا الجهاز كان يقال لنا إن مراقبة المعارضين والتصنت على الإحزاب ومتابعة قيادات الإخوان وغير ذلك من الأعمال التى كنا نقوم بها
كان يقال لنا إن هذا من أجل الحفاظ على الأمن العام ومن أجل استقرار البلد ومع مضى الوقت اتضح لى بأن كل مانقوم به أو معظم ما نقوم به لا يصب إلا فى مصلحة الرئيس مبارك ومصلحة الحكم حتى لو تعارض هذا مع مصلحة الشعب المصرى
وعندها سأله الأستاذ ...... المحامى الكبيرازاى ؟
فقال : -كان يطلب منا فى بعض الأحيان القبض على قيادات ورموز معارضه بارزة وكنا نرد بأن القبض على قيادات من هذا القبيل وفى هذا الوقت الحساس والمحتقن ربما يدفع الشباب المنتمى لهذا الحزب أو تلك الجماعة للأنفعال والغضب وربما ارتكاب أعمال تثير المشاكل وتهدد الأمن ومثل هذه الأعتقالات لا تجوز فى حق رجال يشهد لهم الشعب بالخير وبالعمل الوطنى
ولكن كانت الردود تأتى عنيفه وعصبيه من القيادات العليا مما يضطرنا لتنفيذ الأوامر مع علمنا بخطورة الأمرولكن الأخطر من ذلك بل الأحقر من ذلك
اننى وجدت نفسى أعمل لا .. لحماية أمن الدولة أو أمن رئيس الدولة بل تحول الأمر بأنه أصبح من المهام الرئيسية الملقاه على عاتقنا حماية رجال اعمال فاسدين وحماية اعضاء بلجنة السياسات نحن كجهاز أمن الدولة نعلم عن فسادهم وعن سرقاتهم ما لا يعلمه أحد من شعب مصر

وبالرغم من ذلك كان لزاماً علينا تأمين هذه الشخصيات الحقيره بل ومراقبة وتهديد كل صحفى أو كل معارض ينوى كشف فساد هؤلاء الفاسدين أو فضحهم ومحاولة محاكمتهم
وعندها قال الأستاذ .... المحامى الكبير :-
على كده انتوا مش جهاز أمن الدولة
انتوا جهاز تدمير الدولة
فتبسم الضابط وقال بمراره :-
الحقيقه إن ما نقوم به ضد الشعب المصرى عمل حقير وكم من مرة حدثت فيها نفسى أن اترك هذا العمل ولكن.......وصمت
فقلنا له ..ولكن ماذا ؟
قال للأسف هذا الأمر له ما بعده وانا لا استطيع الحديث أكثر من ذلك.
وبعد أن انتهى صديقى المحامى من حكاية هذا الموقف وهذه القصة
قلت له ....... فعلاً حاميها بيساعد حراميها